فعلتها اسرائيل وبدأت تحضيراتها لمحاولة الدخول برياً الى لبنان، نعم هي اليوم تشعر "بفائض القوّة" الذي خسرته في العام 2006 بعد الهزيمة التي منيت بها آنذاك. ولا شكّ أنها اليوم حققت ضربات نوعية بدءًا من تفجير أجهزة "البيجر" وصولاً الى تفجير اللاسلكي ومراكز الاتصالات التابعة لـ"حزب الله" مرورا باغتيال قادة الحزب وصولا لاغتيال الأمين العام السيد حسن نصرالله الضربة الأكثر ايلاماً لبنية الحزب، التي ترى اسرائيل أنها "تضعضت" وبالتالي تحاول استغلال الظرف لشنّ هجوم برّي وتحقيق خرق معيّن.
وإزاء هذا التحرّك الاسرائيلي إنتشرت أخبار عديدة تتحدث عن إنسحاب الجيش من مراكز في الجنوب، وقد ربط البعض السبب بأنه يعود الى بدء عملية بريّة. وهنا يوضح القائد السابق لجنوب الليطاني العميد المتقاعد خليل الجميّل عبر "النشرة" الى أن "كل ما يساق في علم العسكر هو غير صحيح فالجيش لم ينسحب من جنوب الليطاني بل أعاد تموضعه أي سحب عناصر كانت منتشرة في أماكن مراقبة حتى لا يتعرضوا للخطر إذا حصل أي شيء وأعاد القيام بتمركزهم في نقاط أخرى".
العميد الجميل يشير الى أن "الكلام عن نشر الجيش اللبناني جنوب الليطاني هو غير دقيق لأنه منتشر هناك وعلى طول الخط الأزرق ويقوم بالدوريات مع اليونيفيل"، لافتا الى أنه "إذا أردنا أن نطبق 1701 فيمكن تعزيز عناصر الجيش ودعم الألوية وتعزيز قدراته"، مشددا على أن "الجيش اللبناني يتحرك وفقا لقرار السلطة السياسية وهي التي توجهه بماذا تريد".
"الجيش يستطيع أن يقوم بدوريات هذا اذا أخذت الدولة القرار السياسي بين جنوب الليطاني والخط الازرق". وهنا يشير العميد الجميل الى أنّ "ذلك يتضمن وقف الأعمال القتالية هناك وهو يضبط الامن"، شارحا أن "أي تعديل في القرار 1701 أو عقد اتخاذ قرار جديد هو غير وارد، خصوصا وأنه اقر في 12 آب 2006 في مجلس الامن وصادقت عليه 15 دولة كبرى، وإذا أرادت اسرائيل اجراء اي تعديل يمكن للدول أن تعترض".
وعن العملية البريّة المترتقبة. رأى خليل الجميل أنه "يفترض أن الاسرائيلي أخذ العبر من حرب غزة ومن العام 2006 ولو أننا نراه اليوم أقوى"، مضيفا: "فلنعد قليلا الى الوراء ونتذكر اجتياح لبنان في 1982، وقتذاك وصلت اسرائيل الى بيروت وعادت وانسحبت"، لافتا الى أن "الهدف اليوم هو احتلال تلال في الجنوب واستعمالها كورقة ضغط في المفاوضات"، مشددا على أن "لبنان بلد ذو سيادة ولا تستطيع اسرائيل احتلاله"، معتبرا أن "القرار 1701 مهم جدا للبنان وبنوده أساسية واي الغاء للاتفاق يحتاج الى موافقة الطرفين، وفي النهاية كل ما يشاع هو باطار الحرب النفسية". بدوره العميد المتقاعد منير شحادة يشير الى أنه "إذا بقي الاستنزاف كما هو وإذا وسّع العمليات فإن (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو سيكون بمأزق لذا رأى أن الخيار بالغزو البري هو الامثل".
وأشار العميد منير شحادة عبر "النشرة" الى أنه "بعد إغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وعملية "البيجر" توقع أنه وجّه ضربة قاسية للمقاومة ورغم ذلك عندما أعلن عن بداية الغزو البريّ وضع سقفًا متدنيًا وليس كما فعل في غزّة، وبالتالي ذهب الى عمليّة محدودة لاعادة السكان"، بالمختصر أكّد منير شحادة أن "ما يقوم به الاسرائيلي هو لجسّ النبض بعمليّة محدودة والمراحل المتتالية هي التي تقرر حجم المعركة ولا شيء سيردع الاسرائيلي".
"نشوة نتانياهو كبرى باغتيال نصرالله وفائض القوة هذا سيهوّره". وهنا يشدد شحادة على أن " الضربة التي تلقاها حزب الله كبيرة ورغم ذلك بقي متماسكا"، لافتا الى أن "ما قام به هو أنه استهدف بنية المقاومة وهجر الناس ليكون هناك نقمة ولكن قدرتها القتالية لم يصل اليها".
في المحصّلة الغزو البري لن يكون نزهة ولو أن اسرائيل عزّزت الكثير من قدراتها منذ العام 2006 حتى اليوم...